اخر الاخبار

LightBlog

الأربعاء، 13 أبريل 2016

لغز الاسكندر الأكبر وأكاديميّة أكّاد - بقلم أسد زيتون

لغز الاسكندر الأكبر وأكاديميّة أكّاد - بقلم أسد زيتون
يقول المؤرّخون أن أهل صور , وعلى غرار باقي المدن الفينيقيّة التي فتحت له أبوابها , قد استقبلوا الاسكندرَ الثالث المقدوني بالهدايا والمؤن وبتاجٍ من الذهب يليقُ بالفاتح العظيم , وبدوره قابلهم الاسكندر بالحفاوة والترحاب .

ولكنّ رغبته بتقديم ذبيحة لملقارت إله مدينة صور أقامت قيامتهم وقدحت شرار الحرب بينهم وبين الاسكندر الذي استولى على مدينة صور وحاصر جزيرتها سبعة أشهر تكبّد فيها ثمانية آلاف من جنوده وكاد يتسلّل اليأس خلالها إلى قلبه دون أسوارها المنيعة . 

ويقولون أنّ الاسكندر انتقم من أهالي صور شرّ انتقام فقتل منهم ستة آلاف وصلب ألفين وسبى ثلاثين ألفاً .... يقول المؤرّخون .

الحمد لله أنّ الغباء والضعة والسخافة ليس حكراً على أحد من الشعوب , وأنّ لدى الشعوب الأخرى ما ينافسون به غباءنا وحماقتنا الكُبرى التي تبرّأت منها سنابل القمح الذهبية التي سفحت حماقتنا الأولى ودجّنت أنياب مئةٍ وخمسين ألفَ سنةٍ ضاريةٍ خاويةٍ من الروح .
يقولون أيضاً أنّ هذا الاسكندر الذي استلم عرش مقدونيا فتىً في العشرين استطاع أن يحكم العالم خلال ثلاث عشرة سنة قضاها في الحروب وبنى خلالها حوالي عشرين مدينة أسماها باسمه , وكان يجدُ الوقت الكافي للاحتفال بتزويج جنوده من نساء البلاد التي يفتحها بسيفه ...

ملك مقدونية اليونانية يستولي على اليونان وبعدها على آسيا الصغرى وعلى الشام ومصر ويطيحُ بالامبراطوريّة الفارسيّة ويصل إلى الهند ويموت على عرش بابل ملكاً لجهات الأرض الأربعة وهو ابن اثنتين وثلاثين سنةً للشمس أو ثلاثةً وثلاثين عاماً للقمر رافقه بعدها قرنا السيّد الثور العظيم .

ملوك الأسرة الإخمينة أيضاً تقلّدوا في بابل لقب ملك العالم منذ عهد قورش الحكيم , ولم يحكم العالم ملكٌ في التاريخ ما لم يحمل لقب ملك سومر وأكّاد .

روايات المؤرّخين الإغريق والرومان عن حياة الاسكندر الثالث كروايات المؤرّخين عن قصّة نديمي جذيمة الأبرش أعظم ملوك العرب ويومي سعده ونحسه التي بدؤوها به وتنقّلوا بها بين روايةٍ وأخرى حتّى وصلوا أوّل ملوك الحيرة بآخرهم واستطالوا بأيام جذيمة حتى بلغ عصر سابور , وعندما أعيتهم الحيلة في وصل ما انقطع من القرون قالوا إنّ الحيرة بقيت خراباً بعد نبوخذ نصر إلى عهد مالك بن فهم والد جذيمة , وذبحوا عنق الأيام فسالت منها القرون لتملأ أقداح كسرى وقيصر .

يروي المؤرخون العرب أن مالك بن فهم وولده جذيمة الأبرش الذي تزوج بابنة بلميس ابنة شيخ البحرين مالك بن زهير وشكلا حلفاً بقيادة ملك بن فهم والد جذيمة ضدّ الفرس وهزموا جيش كسرى في معركة سلوت العظيمة واستولوا على عمان , ثمّ هاجروا إلى العراق وسكنوا الأنبار . 

ما يرويه المؤرخون العرب عن مالك بن فهم وولده جذيمة وحليفهما شيخ البحرين والد زوجة جذيمة , هو عين ما ترويه ألواح بابل عن نبوبلاصر ونبوخذنصر وحليفهما ملك مادي والد زوجة نبوخذ نصر , وإنّما تغيّر زمان ومكان الحدث وتعدّدت وجوه الاختلاف في رواية المؤرخين العرب , بعكس ألواح بابل المؤيّدة بجلالة الكربون ذلك الملك العظيم المتوج بتاج الحقيقة .

لدينا أيّها السادة تفاصيل يوميّة عن حياة أسر بابلية عاشت في الألف الثاني قبل الميلاد ولم تتولّ ملكاً , ولكن ليس لدينا شيء عن الملك الذي جلس على عرش بابل في النصف الثاني من الألف الأوّل قبل الميلاد ملكاً على العالم وهوَ بعدُ فتىً . 
الذين نقّبوا عن ألواح سومر وبابل وأخذوا أفلاذ كبد الأرض وعرفوا أخبارها يعرفون جيّداً من هو الاسكندر العظيم ملك بابل , ويعرفون جيّداً من هو معلّمه الحكيم , ويعرفون جيّداً صلة ما نقطع من القرون بين تالس السوريّ وأرسطوطاليس اليونانيّ , ويعرفون جيّداً أنّ سور التي تقلّدَ الاسكندر تاجها الذهبيّ ليست صور الفينيقيّة , وإنّما سور البابليةّ .

يقول المؤرخّون الإغريق والرومان أنّ إفلاطون الحكيم كان يلقي دروسه على طلابه ومريديه في حدائق صديقه أكاديموس , وتكريما لهذا الصديق تمّ إطلاق اسم الأكاديمية على مدرسة الحكمة الأفلاطونية .... يقول مؤرّخون

ولكنّ لصوص الألواح يعلمون أنّ تلك الأكاديمة ليست إلاّ مدينة أكاديم ( مدينة الأكاديين ) التي آلت بسين التقديس إلى أكاديموس ولذلك فهي ليست مشتقّة وليس لها أيّ اشتقاق كالي نجده عند الموقّرة University , ويعلمون أنّها هي بعينها أتلانتس الغارقة التي تطابق أوصافها المرويّة عن أفلاطون أوصاف مدينة بغداد المدوّرة والتي تنقّلت بملوكها وأساتذتها وحكمائها وهلّ هلال شرائعها المقدّسة على منازل التكوين فأشرقت وتلألأت بروجها من الصين إلى روما قبل أن ينبس لسان الأنجلو ساكسون ببنت شفة .

الاسكندر لم يحاصر صور الفينيقيّة ولم يقتل من أهلها أحداً , ولكنّها روما التي فعلت ذلك الإثم العظيم ...
كما أضاع المؤرخون تراث الاسكندر كذلك أضاعوا ضريحه الذي يقولون عنه أنّ أحد العرّافين تنبّأ بأن البلد الذي سيدفن فيها الاسكندر ستعرف السعادة والمنعة أبد الدهر , الأمر الذي دفع ببطليموس إلى سرقة الجثمان أثناء طريقه من بابل إلى إلى مقدونيا ... أجل هكذا يروي المؤرخون : من بابل إلى مقدونيا كان يسير موكب جثمان الاسكندر الأكبر ملك بابل العظيم ....

ويقولون أنّ بطليموس الثاني نقل مومياء الاسكندر إلى الاسكندرية بعد أن كان بطليموس الأوّل قد حنطه وواراه في عاصمة بلاد الكيمة .... ثم أقدم بطليموس التاسع على تذويب التابوت الذهبي المصنوع على هيئة الاسكندر لسكّ النقود , ونقل المومياء إلى ناووس زجاجيّ , ثمّ عبث به العابثون إلى أن أغلق الضريح سنة 200م .... ثمّ لم يعد له أثر كما يقول المؤرّخون .... 
أيّها السادة لقد وصلتنا ألواح المناهج التعليميّة التي كان يتعلّمها الصبية في مدارس الهلال الخصيب قبل ألفي سنة من وجود أثينا التي لم يصلنا من تراثها الذي دوّنه تلاميذ سقراط وأفلاطون وأرسطو شيء إلاّ عن طريق النقل والعنعنة التي لم تجد أيّ تصحيح أو أذن واعية في أوروبّا قبل لسان ابن رشد وبيانه المسنون الذي أدخل فلسفة أرسطو إلى قدس أقداس روما وإيمانها الكنسيّ . 

هذه دعوة لولوج العالم الحقيقيّ للاسكندر الأكبر ملك العالم على كرسيّ بابل والشاه العظيم على عرش كسرى وإبن الإله رع في الأرض المحروسة وإبن زيوس في هيكل أثينا لعلّنا بعد ذلك ندرك فجرَ أوّل أكاديميّة في التاريخ تلك التي ألسنت الألسن ولم تبلبلها كما يقول كتاب الملك جيمس .....


لزيارة صفحة المصدر : صفحة الفيس بوك  بقلم نارام سرجون 
التعليقات

هناك تعليق واحد:

  1. بحاجة إلى قرض اتصل بـ WhatsApp: +91 (923) 356-1861 أو (contact@faizaafzalfinance.com). لقد حصلت على قرض بقيمة 30 ألف دولار منهم. إنهم موثوقون وصادقون للغاية من البداية إلى النهاية. عليك أن تتأكد من أنك سوف تقوم بالسداد وأن تتبع أيضًا جميع التعليمات التي سيقدمونها لك

    شكرًا.

    ردحذف

Adbox